اهلا و سهلا

السلام عليكم و رحمة الله اهلا بكم فى مدونة برهان زهران نتمني لكم الاستفادة من العلوم الموجوده بالمدونة و نرجوا ان تفيدونا بمقترحاتكم و تعليقاتكم و راسلونا على
zahransun@yahoo.com
مع تحياتى اخوكم فى الله محمود زهران


الأربعاء، 8 سبتمبر 2010

و سراجا منيرا


يقول الحق سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا • وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا﴾ الأحزاب 33: 45-46.
من تفسير الألوسى:
﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا﴾ على من بعثت إليهم تراقب أحوالهم وتشاهد اعمالهم وتتحمل عنهم الشهادة بما صدر عنهم من التصديق والتكذيب وسائر ما هم عليه من الهدى والضلال وتؤديها يوم القيامة أداء مقبولاً فيما لهم وما عليهم، وهو حال مقدرة وإن اعتبر الإرسال أمراً ممتداً لاعتبار التحمل والآداء فى الشهادة، والإرسال بذلك الاعتبار وإن قارن التحمل إلا أنه غير مقارن للإداء وإن اعتبر الامتداد.
وقيل: بإطلاق الشهادة على التحمل فقط تكون الحال مقارنة والأحوال المذكورة بعد على اعتبار الامتداد مقارنة، ولك أن لا تعتبره أصلاً فتكون الأحوال كلها مقدرة، ثم أن تحمل الشهادة على من عاصره واطلع على عمله أمر ظاهر، وأما تحملها على من بعده باعيانهم فإن كان مراداً أيضاً ففيه خفاء لأن ظاهر الأخبار أنه لا يعرف أعمال من بعده بأعيانهم، وروى أبو بكر. وأنس. وحذيفة. وسمرة. وأبو الدرداء عنه : (ليردن على ناس من أصحابى الحوض حتى إذا رأيتهم وعرفتهم اختلجوا دونى فأقول: يا رب أصيحابى أصيحابى فيقال لى: إنك لا تدرى ما أحدثوا بعدك). نعم قد يقال: إنه يعلم بطاعات ومعاص تقع بعده من أمته لكن لا يعلم أعيان الطائعين والعاصين، وبهذا يجمع بين الحديث المذكور وحديث عرض الأعمال عليه كل أسبوع أو أكثر أو أقل، وقيل: يجمع بانه يعلم الأعيان أيضاً إلا أنه نسى فقال: أصيحابى، ولتعظيم قبح ما أحدثوا قيل له: إنك لا تدرى ما أحدثوا بعدك، وقيل: يعرض ما عدا الكفر وهو كما ترى، وأما زعم أن التحمل على من بعده إلى يوم القيامة لما أنه حى بروحه وجسده يسير حيث شاء فى أقطار الأرض والملكوت فمبنى على ما علمت حاله، ولعل فى هذين الخبرين ما يأباه كما لا يخفى على المتدبر، وأشار بعض السادة الصوفية إلى أن الله تعالى قد أطلعه على أعمال العباد فنظر إليها ولذلك أطلق عليه شاهد. قال مولانا جلال الدين الرومى قدس سره العزيز فى مثنويه، فتأمل ولا تغفل، وقيل: المراد شاهداً على جميع الأمم يوم القيامة بأن أنبيائهم قد بلغوهم الرسالة ودعوهم إلى الله تعالى، وشهادته بذلك لما علمه من كتابه المجيد، وقيل: المراد شاهداً بأن لا إله إلا الله.
﴿وَمُبَشّراً﴾ تبشر الطائعين بالجنة ﴿وَنَذِيرًا﴾ تنذر الكافرين والعاصين بالنار، ولعموم الإنذار وخصوص التبشير قيل: مبشراً ونذيراً على صيغة المبالغة دون ’ومنذراً‘ مع أن ظاهر عطفه على ﴿مُبَشّرًا﴾ يقتضى ذلك وقدم التبشير لشرف المبشرين ولأنه المقصود الأصلى إذ هو رحمة للعالمين وكأنه لهذا جبر ما فاته من المبالغة بقوله تعالى: ﴿وَبَشّرِ المؤمنين﴾ الأحزاب 33: 47.
﴿وَدَاعِياً إِلَى الله﴾ أى إلى الإقرار به سبحانه وبوحدانيته وبسائر ما يجب الإيمان به من صفاته وأفعاله عز وجل، ولعل هذا هو مراد ابن عباس. وقتادة من قولهما: أى شهادة أن لا إله إلا الله.
﴿بِإِذْنِهِ﴾ أى بتسهيله وتيسيره تعالى، وأطلق الاذن على التسهيل مجازاً لما أنه من أسبابه لا سيما الإذن من الله عز وجل ولم يحمل على حقيقته وإن صح هنا أن يأذن الله تعالى شأنه له حقيقة فى الدعوة لأنه قد فهم من قوله سبحانه: إنا أرسلناك داعياً أنه مأذون له فى الدعوة، ومما ذكر يعلم أن ﴿بِإِذْنِهِ﴾ من متعلقات داعياً، وقيدت الدعوة بذلك إيذاناً بأنها أمر صعب المنال وخطب فى غاية الأعضال لا يتأتى إلا بإمداد من جناب قدمه كيف لا وهو صرف للوجوه عن القِبَل المعبودة وادخال للأَعناق فى قلادة غير معهودة، وجوز رجوع القيد للجميع والأول أظهر.
﴿وَسِرَاجاً مُّنِيراً﴾ بستضيء به الضالون فى ظلمات الجهل والغواية ويقتبس من نوره أنوار المهتدين إلى مناهج الرشد والهداية، وهو تشبيه إما مركب عقلى أو تمثيلى منتزع من عدة أمور أو مفرق، وبولغ فى الوصف بالإنارة لأن من السرج ما لا يضيء إذا قل سليطه ودقت فتيلته.
وقال الزجاج: هو معطوف على شاهداً بتقدير مضاف أى ذا سراح منير، وقال الفراء: إن شئت كان نصباً على معنى وتاليا سراجاً منيراً، وعليهما السراح المنير القرآن، وإذا فسر بذلك احتمل على ما قيل أن يعطف على كاف ﴿أرسلناك﴾ على معنى أرسلناك والقرآن إما على سبيل التبعية وإما من باب متقلداً سيفاً ورمحاً، وقيل: إنه على تقدير تالياً سراجاً يجوز هذا العطف أى إنا أرسلناك وتالياً سراجاً كقوله تعالى : ﴿يَتْلُو صَفْحاً مُّطَهَّرَةٍ﴾ البينة 98: 2، على أنه الجامع بين الآمرين على نحو ﴿وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً﴾ الأنبياء 21: 48، أى أرسلنا بإرسالك تالياً.
وجوز أن يراد وجعلناك تالياً، وقيل: يجوز أن يراد بذا سراج القرآن وحينئذ يكون التقدير إنا أرسلناك وأنزلنا عليك ذا سراج. وتعقب بأن جعل القرآن ذا سراج تعسف، والحق أن كل ما قيل كذلك. بمعنى أنه سراجا منيرا بنفسه أو بنور النبوة فيه
ومن تفسير ابن عجيبة:
يقول الحق جلّ جلاله: ﴿يا أيها النبيُّ إِنَّا أرسلناك شاهداً﴾ على مَن بُعثتَ إليهم، على تصديقهم وتكذيبهم، أى: مقبولاً قولك عند الله، لهم وعليهم، كما يُقبل قول الشاهد العدل فى الحكْم، ﴿ومبشراً﴾ للمؤمنين بالنعيم المقيم، ﴿ونذيراً﴾ للكافرين بالعذاب الأليم، ﴿وداعياً إِلى الله﴾ إلى الإقرار بربوبيته، وتوحيده، وما يجب الإيمان به، من صفاته، ووعده، ووعيده، ﴿بإِذْنِهِ﴾ بأمره، أو: بتيسيره. وقيّد به الدعوى إيذاناً بأنه أمر صعب، لا يتأتى إلا بمعونةٍ من جناب قدسه، ﴿وسِراجاً منيراً﴾ يُستضاء به فى ظلمة الجهالة، وتُقتبس من نوره أنوار الهداية، قد جلى به الله ظلمات الشرك، واهتدى به الضالون، كما يجلى ظلام الليل بالسراج المنير، ويهتدى به. وقيل: المراد به القرآن، فيكون التقدير: وذا سراج. ووُصف بالإنارة؛ لأن من السُرج مَن لا يضيء جدًّا إذا قلّ سَلِيطُه، أى: زيته ورقَّت فتيلته. أو: شاهداً بوحدانيتنا، ومبشراً برحمتنا، ونذيراً بنقمتنا، وداعياً إلى عبادتنا، وسراجاً تُنير الطريقَ إلى حضرتنا.
ويقول الزمخشرى والبحر المديد: أمدّ الله بنور نبوّته نور البصائر، كما يمدّ بنور السراج نور الأبصار.
يقول البيضاوى: ﴿سراجا منيرا﴾ يستضاء به عن ظلمات الجهالات ويقتبس من نوره أنوار البصائر.
هذا و من يريد المزيد عليه بزيارة ذلك الرابط
http://almagalla.info/index.htm

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق