اهلا و سهلا

السلام عليكم و رحمة الله اهلا بكم فى مدونة برهان زهران نتمني لكم الاستفادة من العلوم الموجوده بالمدونة و نرجوا ان تفيدونا بمقترحاتكم و تعليقاتكم و راسلونا على
zahransun@yahoo.com
مع تحياتى اخوكم فى الله محمود زهران


الخميس، 2 سبتمبر 2010

كان .. ما .. كان



من أولى العزم من الرسل: نبى الله نوح
اسمه عبد الغفار ومن كثرة بكائه سموه نوح، وقالوا فى معنى نوح إنه يبكى بصوت، فقد كان شديد الخوف من الله سبحانه وتعالى، ومن شدة خوفه عاش ألف سنة إلا خمسين فى الخلاء لا يملك بيتًا يأوى إليه، ولما سئل: أنت أطول الأنبياء عمراً فعمرك الطويل ده عملت فيه إيه؟ شفت إيه من أحوال الدنيا؟ قال: كأننى دخلت فى بيت له بابان، فدخلت من باب وخرجت من الآخر.
وقيل فى سبب نوحه أنه رأى كلبًا له أربعة أعين فقال: إن هذا الكلب شنيع، فقال له الكلب: يا عبد الغفار، أتعيب النقش أم النقَّاش؟! فإن كان العيب على النقش فإن الأمر لو كان إلىَّ ما أخذت أن أكون كلبًا، وإن كان العيب على النقَّاش فهو لا يلحقه عيب لأنه يفعل ما يشاء. فكان كلما ذكر ذلك ينوح ويبكى.
روى أنه عند بلوغ سيدنا نوح أربعمائة وثمانون سنة أتاه سيدنا جبريل فقال له سيدنا نوح : من أنت أيها الرجل البهى؟ قال له: أنا رسول رب العالمين جئتك بالرسالة من عنده، وقد بعثك الله إلى قومك، قال تعالى ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾. قال له جبريل: امضِ إلى عدو الله درمشيل بن فوميل بن جيج بن قابيل بن آدم، وكان درمشيل جبارًا عنيدًا، وكان هو وقومه يعبدون الأصنام الخمسة وهى ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر، وهى التى ذكرت فى القرآن العظيم، وكان لهذه الأصنام خدام يخدمونها بالليل والنهار وكان لها عيدًا معلوم فى السنة يجتمعون فيه، يوقدون النار حولها ويرقصون ويشربون الخمر ويزنون بالنساء جهارًا، فخرج إليهم سيدنا نوح فى ذلك اليوم ووقف على تلٍّ عالٍ ورفع رأسه إلى السماء داعيًا الله أن ينصره على هؤلاء القوم، ثم صاح بأعلى صوته يا أيها القوم، إنى قد جئتكم من عند رب العالمين أدعوكم لعبادته وأنهاكم عن عبادة الأصنام، فلما صاح نوح هذه الصيحة بلغ صوته المشرق والمغرب ففزع القوم وغشى على الملك درمشيل، فلما أفاق من غشيته قال لمن حوله ما الذى سمعتموه؟! فقالوا هذا صوت رجل يقال له نوح وهو مجنون وفى عقله خلل فقال لهم ائتونى به، فجاءت أعوان الملك به وأوقفوه بين يدى الملك، فقال الملك له: من أنت، قال: أنا نوح رسول رب العالمين قد جئتكم بالرسالة لتؤمنوا بالله وحده وتتركوا عبادة هذه الأصنام، واستشعر الملك عظمة سيدنا نوح وهابه فقال له: إن كان بك جنون نداويك، وإن كنت فقيرًا نواسيك، وإن كنت مدينا قضينا عنك دينك، فقال سيدنا نوح له: ما بى من جنون ولا أنا فقير ولا على ديون، وإنما أنا رسول رب العالمين، فلما سمع الملك كلامه غضب وقال: لولا أنه يوم عيد لقتلتك شر قتله.
فصار سيدنا نوح يخرج إلى القوم كل يوم وينادى يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره لا شريك له، فيخرج عليه القوم يضربونه بالعصى ويرمونه بالحجارة فيغشى عليه ويغيب عن الدنيا فيجرونه إلى المزابل ويلقونه عليها، ولما يفيق يمسح الدماء عن وجهه ويغتسل ويصلى لله ويقول اللهم اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون، فأقام على ذلك نحو ثلاثمائة سنة، وهلك درمشيل وتولى ابنه بعده فكان أطغى من أبيه، وظل سيدنا نوح على دعوته والقوم على حالهم، فكان كلما سمعوا صوت سيدنا نوح وضعوا أصابعهم فى آذانهم، فيشير إليهم بإصبعه السبابة إشارة تعنى أن الله واحد فيغطوا رؤوسهم بثيابهم وفى هذا يقول المولى تبارك وتعالى ﴿وَإِنِّى كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِى آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا﴾ وهلك الملك وتولى إبنه فكان أشد طغياناً من أبيه وجده، وروى أنه أثناء دعوة سيدنا نوح لقومه قابل جمع من الناس بينهم طفل صغير يحمله أبيه وظلوا يشتمون سيدنا نوح ويضربونه، فسأل الطفل أبيه عما يحدث من هذا الرجل فحكى له، فأشار على أبيه أن يقصوا لسانه، فتأكد سيدنا نوح أنه ليس هناك سبيل لإيمان هؤلاء فدعى الله تعالى بقوله ﴿وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا • إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا﴾ فعند ذلك أوحى الله إليه أن اصنع الفُلك، فقال سيدنا نوح : وما الفُلك؟ هو بيت من الخشب يجرى على وجه الماء، وقيل أن الله سبحانه وتعالى أمره أن يغرس فى الأرض خشب الساج وقيل الأبنوس فغرسه وأقام حتى أصبح أشجارًا.
أمر الله تعالى سيدنا نوح أن يصنع الفلك، فتساءل سيدنا نوح عن كيفية صنعها، فبعث الله سبحانه وتعالى سيدنا جبريل كى يعلمه، فكان يصنع من الخشب ألواحًا ويلصقها بعضها ببعض ويسمرها بمسامير من الحديد، فكان القوم يسخرون منه ويقولون له قد تركت النبوة وصرت نجارًا. وقيل أن القوم أرادوا إشعال النار فى السفينة فلم تتأثر، فاستخدموا السفينة كحمام يقضون حاجتهم فيها إمعانًا فى الضرر والأذية لسيدنا نوح واستمروا على هذا الحال فترة طويلة، فاشتكى سيدنا نوح لربه هذا الفعل، فسلط عليهم الجرب والحكة، فكانوا يحكون جلودهم بشدة حتى يسيل منها الدم ولا يعرفون علاجًا لهذا المرض، وفى يوم خرج أحدهم ليقضى حاجته فى السفينة فتعثر وسقط فى الأوساخ الموجودة بها ثم خرج منها وذهب للاستحمام فوجد نفسه قد شفى تمامًا من المرض، فأخبر القوم بذلك فتسارعوا إلى السفينة كل منهم ليدهنوا أجسادهم، فعاودت السفينة نظيفة مرة أخرى، فكان أن جعلهم الله ينظفون أوساخهم بأجسادهم.

ولما تم بناء السفينة، أمر ربنا سبحانه وتعالى سيدنا نوح أن يحمل فى السفينة من كل زوجين اثنين وأهله، سيدنا نوح كان له أربعة أبناء وكانت زوجته اسمها (اليسه) علشان كده المراكبية لحد دلوقتى لما يركبوا المركب يقولوا (هباليسه)، كأنهم يدعونها للركوب وهى التى امتنعت عنه، ربنا سبحانه وتعالى حكم عليها هى وولدها أن يغرقا.
سيدنا نوح ركب المركب هو وأبناؤه الثلاثة وكان معه أربعة رجال مؤمنين، ثلاث رجال كل منهم له بنت والرابع لم يكن له أولاد، سيدنا نوح نادى على إبنه الرابع ليركب معه وقال له ﴿يَا بُنَىَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ﴾ فقال ﴿قَالَ سَآوِى إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِى مِنَ الْمَاء﴾ فقال له ﴿لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلا مَنْ رَحِمَ﴾، ربنا سبحانه وتعالى قال لسيدنا نوح ﴿إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ﴾...
هذا و من يريد المزيد
يذهب لزيارة ذلك الرابط
http://almagalla.info/2010/sep5.htm

هناك تعليق واحد: